مجموعة الممارسات اليوميّة والمعتقدات والأفكار والقيم المرتبطة بتلك الممارسات، والّتي يتّسم بها مجتمع أو مجموعة ما، ليصبح ذلك المجتمع (أو المجموعة) بهويّة خاصّة، والّتي يتعيّن على الجيل الأصغر سنًّا (أو الأعضاء الجُدد في المجتمع) تعلُّمها والتّقيّد بها. ويشير هذا المصطلح ضمنًا إلى المعتقدات والممارسات الملائمة والمقبولة عمومًا. وهذا المفهوم للثّقافة هو أوسع وأشمل من مفهوم الثّقافة كفنٍّ أو نوع أدبيّ. تشكّل اللُّغة ومعايير استخدامها جزءًا رئيسًا من الثّقافة ضمن المعنى الأشمل للثّقافة. كما يركّز المعنى الأوسع للثّقافة على ما يفعله الأفراد (كطرق تكلّمهم)، لا على ما يمتلكونه (كاللُّغات) وحسب، فتكون الثّقافة بذلك في طور إعادة الصّياغة والإنتاج بشكل مستمرّ من خلال المواقف الحياتيّة اليوميّة.
عرَّفها Harold Schiffman (1996) بالإشارة إلى المعتقدات والقيم والمواقف والخبرات التّاريخيّة والتّقاليد الدّينيّة أو الأسطوريّة، بما في ذلك الأساطير حول أصل اللُّغات،... إلخ، والّتي ترتبط مع لغة معيّنة أو كلام المجتمع Speech Community. ويقولSchiffman : إنَّ الثّقافة اللُّغويّة للمجتمع تعمل كمرشّح يؤثّر ضمنًا على صياغة أيِّ سياسة لغويّة Language Policy ، ومواصفات تخطيط اللُّغة Language Planning، وكذلك حفظ ونقل اللُّغة بشكل عامّ. على سبيل المثال: يتمّ الحفاظ على ازدواجيّة اللّسان من قِبل مجموعة محدّدة من المعتقدات اللُّغويّة حول العصور القديمة، والنّقاء من "H"؛ ولذلك فإنّ جهود تغيير الشّكل اللُّغويّ لهذا الصّنف لجعله أكثر تشابهًا مع تنوُّع "L" قد يقاوم المجتمع هذا المتغيّر. ومع ذلك، فإنّ الثّقافات اللُّغويّة ليست مستقرّة، هنالك كيانات غير متغيّرة، ومعتقدات وأفكار لغويّة حول اللُّغة يمكن أن تتغيّر تدريجيًّا أو بسرعة عبر الزّمن. انظر أيضًا: الثّقافة و اللُّغويّات الشّعبيّة و الأيديولوجيّة اللُّغويّة .
وهي الأعراف المميّزة، أو القيم والممارسات الّتي تعدُّ من سمات فئة في المجتمع تبدو ثانويّة أو مهمّشة نوعًا ما بالنّسبة إلى الثّقافة Culture السّائدة في المجتمع عمومًا. ويمكن استخدام مصطلح"الثّقافة الفرعيّة Subculture"أيضًا للإشارة إلى فئة بعينها. وأحيانًا يدلُّ هذا المصطلح أيضًا على مخالفة القيم السّائدة. وكذلك يُستخدم مصطلح "الثّقافة المضادّة Counter Culture" للتّعبير عن الحالة السّابقة نفسها. وتدرس اللُّغويّات الاجتماعيّة الصّيغ المميّزة للّغة، والممارسات اللُّغويّة المرتبطة بالثّقافات الثّانويّة. وقد دارت كثير من الدّراسات حول لغة الثّقافة الخاصّة بالشّباب، مثلًا: الدّراسة التّقليديّة الّتي أجراها William Labov (1972b) حول الاستخدام اللُّغويّ داخل فئات الأقران الأمريكيّين من أصل إفريقيّ African American Peer Groupsفي شوارع مدينة نيويورك، ودراسة Penelope Eckert (1989, 2000) حول لغة ما يُسمَّون" المتحمّسين والمنهكين Jocks and Burnouts" في المدارسِ الثّانويّة في مدينة Detroit. انظر أيضًا: المراهقون و معاداة اللُّغة و لغة الشّباب .
هو مصطلح متمثّل في نماذج الثّقافة والعادات للبلد، ومثال ذلك، الأغاني والرّقصات والأفلام والنّصوص والعلوم الخطابيّة اللُّغويّة، والّتي غالبًا ما يتمّ تداولها في المجتمع. وعلى سبيل الذّكر لا الحصر، تَظهر الثّقافة الشّعبيّة عبر وسائل الإعلام، والمطبوعات، والتّلفزيون، والبرامج الإذاعيّة، وشبكات الإنترنت. وتشمل أمثلة الثّقافة الشّعبيّة المسلسلات، مثل: الجيران Neighbours، أو أنماط الموسيقى المختلفة، مثل Hip Hop. وكنتيجة للعولمة Globalization، يمكن الوصول إلى الثّقافة الشّعبيّة الأمريكيّة في العديد من البلدان عبر هذه الأدوات التّكنولوجيّة، والّتي قد بدأت تؤثّر على مختلف الأنماط اللُّغويّة والثّقافيّة المحليّة. على سبيل المثال، اعتماد طريقة اللّفظ الأمريكيّة من قبل نجوم Pop / Rock البريطانيّين في أواخر السّبعينيّات.
ثقافةُ الناطقين باللغة الهَدَف التي هي موضوعُ الدراسةِ أو التدريس أو البحثِ العلميِّ، وهي عنصُرٌ مُهمٌّ في تعلُّم اللغةِ التي تَنتَمي إليها. يعُدُّها بعضُ اللغويين التطبيقيين المهارَةَ الخامسةَ في تعليم اللغات، بعد المهاراتِ اللغويةِ الأربع (فَهم المسموع، والمحادَثَة، والقراءة، والكتابة). وقد يُطلَق المصطلحُ على ثقافةِ مجتَمَعٍ معيَّن حين تكون الثقافةُ هي موضوعَ البحثِ أو الوَصفِ أو المقارَنةِ دونَ أن يكون لها علاقَةٌ بتعلُّم لغتِها أو تعليمِها.
الثقافةُ الرئيسَةُ، وهي الثقافةُ الأشيَعُ أو الأهمُّ في مجتَمَعٍ مُتعدِّدِ الثقافات؛ كالثقافة الإسلاميةِ العربيةِ في الدوَل العربية، والثقافةِ الغربيةِ في دوَل أوروبا الغربية، وفي الولايات المتحدةِ الأمريكيةِ وكندا، والثقافة الكنفوشية Confucianism في الصين وبعض دول شرق آسيا.
مجموعةُ المفاهيمِ والقِيَمِ والاتجاهاتِ والعاداتِ والسُّلوكِ لدى مجموعَةٍ من الناس في بيئةٍ اجتماعيةٍ معيَّنة، وتشمل الممارَساتِ الفنِّيَّةَ والعِلميةَ والأخلاقيةَ والدِّينيةَ والاقتصاديةَ والسياسية، والمؤسّساتِ والمعايِيرَ والمعتَقَدات. هذا المفهومُ أقرَبُ إلى المفهوم الغَربيِّ للثقافة، الذي يَشمل الدِّينَ أيضا بما فيه من عَقيدَةٍ ومبادِئَ وأخلاقٍ وسُلوك، وهو معنى قريبٌ من مَفهوم الموروثِ الاجتِماعيِّ الذي هو من صُنْع البَشَر، كما أكَّدَه ديريك أتريدج Derek Attridge وغيرُه من الغَربيِّين. أما المفهومُ الإسلاميُّ للثقافة، فيَرى أنها مُنبَثِقةٌ من الدِّين بما يَحويه من عَقيدَةٍ ومبادئَ وأخلاقٍ وسُلوك، أي إن الدِّينَ أساسُ الثقافةِ لا العَكس، بل إن الثقافةَ العرَبيةَ في عُمومها منبَثِقَةٌ من الإسلام. وثمةَ فَرقٌ بين الثقافةِ الإسلاميةِ التي هي نمَطُ الحياةِ لمجتَمَعٍ من المجتَمَعات الإسلاميةِ، والثقافةِ الإسلاميةِ بمعنى الشَّريعةِ التي تَصِف ما يَنبَغي أن تكون عليه هذه الحياةُ.
يقال ثَقِفْتَ كذا أي أدركْتَ ببصرك لحذق في النظر، ثم تجوز به فاستعمل في الإدراك وإن لم يكن معه ثقافة نحو (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) .
يقال ثَقِفَ الشيءَ إذا أدركه وحَذَقَه ومهر فيه، والثَّقِفُ الحَذْقُ في إدراك الشيء وفعله، والثقافة تعني الحَذْقَ والفَطانة وصَقْلَ النفس، وثَقِفَ الكلامَ فَهَمه بسرعة. ويوصف الرجل الذكي بأنه (ثَقِفٌ). وفي القاموس: ثَقَّفَ نفسه، أي صار حاذقا خفيفا فَطِنا، وثَقَّفه تثقيفا أي سواه وقَوَّمَه، وثَقَّفَ الولد يعني هذّبه وعلّمه.
ويعرّفها جميل صليبا في المعجم الفلسفي بأن لها معنيين، خاص وهو تنمية بعض الملكات العقلية. وعام وهو ما يتصف به الرجل الحاذق المتعلم من ذوق وحس انتقادي وحكم صحيح، أو هي التربية التي أدت إلى إكسابه هذه الصفات .
الثقافة تتأسس على المعرفة ومادتها المعلومات، وكلما زادت المعلومات ازدادت الثقافة، فهي استيعاب أكبر عدد ممكن من المعلومات العامة في جميع ميادين الحياة، والتعبير عن هذه المعرفة والسلوك وفق أحكامها بشكل يدل على فهمها ووعيها وتدبرها.
تشير ثقافة العمل إلى مجموعة القواعد السلوكية والإجرائية التي يمكن ملاحظتها داخل الشركة والتي
تشمل سياساتها وإجراءاتها وأخلاقياتها وقيمها وسلوكيات الموظفين ومواقفهم وأهدافهم. او انها تعرف بالقيم والممارسات والمعتقدات المشتركة داخل المنظمة التي تحدد كيفية تنفيذ إجراءاتها وكيفية إدارتها بشكل عام