١. التضمين أو التغوير، تقنية عابرة للأجناس الأدبيّة والأشكال الفنيّة تتمثّل في اعتماد الأديب أو الفنان صيغة من الصيغ تعكس الأثر المنجز وتحاكيه بشكل من الأشكال فينجرّ عن ذلك ما يُسمّيه النقاد «بأثر المرآة». التضمين في الأدب: من بين الصيغ المعتمدة في المجال الأدبي، تضمين الأثر مقطعا قصيرا (أي قصة فرعية) يُقيم علاقة تجانس معه ويعيد إنتاج بعض النواتات السرديّة الرئيسية التي يقوم عليها هذا الأثر في مجمله، أو كتابة رواية بطريقة تجعل القصّة تتحدّث عن القصّة (ظروف الكتابة، معاناة الكاتب، تحليله للقصّة التي هو بصدد كتابتها الخ...). وقد استهوت هذه الصيغة المجسدة للتضمين كُتّاب القصة الحديثة إلى حدّ الهوس كما يبرز ذلك في عديد الأعمال كجدول الأوقات لبيتور Butor, Emploi du temps والورود الزرقاء لكونو Queneau, Les fleurs bleues وغلال الذهب لساروت Sarraute, Les fruits d’or. في التأليف المسرحي، لا يختلف التضمين كثيراً عن الصيغة الأولى المعتمدة في النصوص السردية إذ غالباً ما يأتي في شكل قصة فرعية أورُؤية تختزل أحداثُها مسبقاً ما سيتعرّض له البطل كما في مسرحية هملت لشكسبير Shakespeare, Hamlet مثلاً. التضمين في الفن: نتحدّث عن التضمين في هذا المجال، مثلاً، عندما يضع الرسّام داخل لوحته الزيتيّة رسما مصغّرا لها، أو عندما يُصبح هو نفسه موضوع لوحته (لوحة تُظهر رساما بصدد إنجاز لوحته)، أو عندما يُنجز النحّات في نفس العمل تمثالين تكون نقطة الاختلاف الوحيدة بينهما هي الأحجام أو المقاسات الخ. إذا كان «أثر المرآة « الذي أشرنا إليه يحمل معنى التكرار أو رجع الصدى، فإن الغاية من التضمين على اختلاف صيغه في الآداب والفنون، هي أعمق بكثير من مجرّد استنساخ الجزء (المقطع) للكل (الأثر الأدبي/الفني) فمن وظائف التضمين، وهي كثيرة، نكتفي بالإشارة إلى إحداها وهي الوظيفة الوعظية القائمة بالأساس على المماثلة. فعندما تقُصّ إحدى الشخصيات مثلاً على مسامع محاورها قصة شبيهة بما يعيشه من أوضاع، يكون عادة وقعُها عليه كبيراً إذ يتّعِظ بها ويبني على ضوئها مواقفه، وهذا ما ينطبق تماماً على هملت.